top of page

لقاء الصلاة من أجل لبنان في كاتدرائية سيدة لبنان في ساو باولو بمشاركة سيادة راعي الأبرشية المتروبوليت دامسكينوس منصور وعدد من السادة المطارنة وعلماء الدين الأفاضل

وكان لسيادة راعي الأبرشية كلمة في هذا الاجتماع هذا نصها:

 

Sua Eminencia Reverendíssima Dom Odílio Cherir Cardial de São Paulo.

إخوتي السادة المطارنة والإكليروس الموقر والعلماء الأفاضل.

سعادة قنصل لبنان العام في ساو باولو السيد رودي قزي المحترم.

أيها الإخوة والأخوات.

نجتمع اليوم في هذه الكنيسة المقدسة بعد مرور شهرٍ كاملٍ على الإنفجار المزلزل والمدمر للبشر والحجر الذي هز كل لبنان وخاصة بيروت ومرفأها البحري وكل تلك المنطقة وما يحيط بها. والذي خلّف آلاف الجرحى والمفقودين ومئات الشهداء الأبرياء. بالإضافة إلى تشريد آلاف العائلات عند هبوط ليل يوم الرابع من شهر آب.

نجتمع اليوم بناءً لدعوةٍ مباركةٍ وطيبةٍ من قداسة البابا فرنسيس شاكرين إياه على روحه الإنسانية الطيبة والمبادرة الإنسانية والدعم الإيماني والوطني وبث روح الرجاء في النفوس. وذلك بتكريس هذا اليوم الجمعة في الرابع من أيلول يوماً عالمياً للصوم والصلاة من أجل لبنان. وذلك بعد مرور شهرٍ كاملٍ على هذا الحدث الأليم الذي بالإضافة إلى الخسائر البشرية قد أدّى لزعزعة ودمار الكثير من المؤسسات الطبية والإنسانية ودور العبادة والأبنية التراثية.

بالطبع هذا الفعل الإجرامي والتدميري هو من ثمار الشر والفساد الذي يزرعه الشيطان الرجيم، الشيطان الخناس الذي يوسوس في  نفوس بعض الناس الضعفاء، الذين ابتعدوا عن الله الخالق وتناسوا محبته وقدرته ووقعوا تحت سلطة الشيطان وحبائله وكما يدعوه الإنجيل (أبو الشر).

أيها الإخوة والأخوات

من أجل هذا الظرف الطاريء بالذات نجتمع اليوم بثقةٍ وإيمانٍ ونتوجه رافعين الدعاء إلى الله تعالى وسائلين أبا الرحمات أن يرأف بلبنان وكل أهلنا في هذا البلد الذي قد ورد اسمه عدة مراتٍ في الكتاب المقدس ومنذ آلاف السنين، وصلاتنا المنبثقة من إيماننا بالله نستمدها من كتبنا المقدسة التي تعلمنا محبة الآخرين والوقوف إلى جانبهم في أوقات الضيق والشدة بشكلٍ خاص لأنهم هم أيضاً خليقة الله ومن صنع يديه وقد خلقهم على صورته ومثاله، من يخدم الله ويحبه يحب خليقته أيضاً.

كما ويعلمنا الإنجيل ويرشدنا إلى كيفية وفعالية محاربة سيد الشر وعدو الله والإنسان. مشيراً إلى أن السلاح الأكيد والأقوى الذي يمكن أن نستعمله ضد هذا العدو الذي غايته تدمير خليقة الله الناطقة. وما دعوة قداسة البابا فرنسيسكو اليوم سوى التعبير الواضح عن هذه الروح الإنجيلية.

فقد جاء في الحديث بين يسوع المسيح وتلاميذه عندما قدموا إليه إنساناً فيه روحٌ شرير فشفاه وسألوه قائلين: يا معلم لماذا نحن لم نستطع أن نشفي هذا الإنسان الذي تملكه الشيطان؟ فأجاب بالعبارة الشهيرة: هذا الجنس الشرير لا يخرج إلا بالصلاة والصوم.

هذه هي الوسيلة الوحيدة والروح الإنجيلية التي انطلق منها قداسته لمحاربة الشر (بالصوم والصلاة). وهذا ما دعا إليه قداسته لأن نقوم به بقلبٍ واحدٍ وفكرٍ واحدٍ وإيمانٍ واحدٍ وفي كل مكانٍ من هذا العالم من أجل لبنان وشعبه المتألم من جراء هذا الانفجار وأمور كثيرةٍ أخرى.

نعم الله تعالى هو سيد الحياة ومعطيها وقد خلق الإنسان للحياة لا للموت. والقتل جريمة بحق الله أيضاً لأنه تعدي على إرادته. والصلاة والصوم هما سلاحنا في محاربة الشر.

وهذا ما نحن فاعلوه استجابة لنداءٍ مبارك.

وإني اختم بصلاةٍ مستمدةٍ من قداس باسيليوس الكبير وأسأل الله تعالى أن يتقبل صلاتنا وطلباتنا بشفاعة العذراء مريم أم النور شفيعة سيدة لبنان وجميع القديسين.

آمين

bottom of page