top of page

رسالة صاحب السيادة المتروبوليت دمسكينوس منصور بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس

مؤسسي الكرسي الأنطاكي الرسولي المقدس

رسالة صاحب السيادة المتروبوليت دمسكينوس منصور بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس

مؤسسي الكرسي الأنطاكي الرسولي المقدس

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية في 29 حزيران من كل عام بعيد الرسولين العظيمين بطرس وبولس معاً. ونظراً لأهميتهما ودورهما الرسولي فقد أطلقت الكنيسة الأرثوذكسية عليهما صفةً مميزةً في طقوسها الليتورجية.

ونلاحظ هذا في طروبارية عيدهما التي جاء فيها:

"أيها المتقدمان في كراسي الرسل ومعلما المسكونة..." هذا من جهةٍ، ومن جهة أخرى فإن أهمية هذا العيد بالنسبة لكنيستنا الأرثوذكسية الأنطاكية فهي كبيرة وأساسية في تاريخ الكنيسة المسيحية وانتشارها، وذلك لأنهما قد أسسا معاً الكرسي الأنطاكي المقدس مهد كنيستنا الأنطاكية الأرثوذكسية.

وبهذه المناسبة الشريفة نذكّر أبناء هذا الكرسي الأنطاكي بأن كلمة "مسيحيين" قد ولدت وتناقلت لأول مرة في التاريخ في مدينة أنطاكية "وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلًا." (أع 11: 26). هذه المدينة العريقة جداً في التاريخ، مدنياً وكنسياً، لكونها كانت عاصمة لسوريا في ذلك الحين، ومنها انطلقت البشارة بالإنجيل إلى كل مكانٍ، ومنها تعلم العالم كله وعرَف من هو المسيح ابن الله الوحيد الذي تجسد في الزمان ولبس جسداً بشرياً مثلنا وأحب الجميع بصدقٍ وقدم لهم ليس مما عنده بل قدم ذاته بالكامل مرفوعاً على الصليب حتى الموت من أجل خلاصهم من الخطيئة والموت. وهذا بالطبع أرقى وأصدق نوع من المحبة الحقيقية التي يدعونا لأن نعيشها مع إخوتنا في هذا العالم. وكأنه يقول: "اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ." (مت 11: 29).

واليوم يسعدني جداً كأسقفٍ في هذه الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية التي أرعى شؤون أبنائها في البرازيل منذ 27 عاماً، أن أتقدم من كافة أبناء هذا الكرسي الرسولي بالمعايدة القلبية وفي طليعتهم الأنطاكي الأول صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر والسادة الإخوة المطارنة وكافة الإكليروس والمؤمنين الذين ينتمون بفخرٍ لهذا الكرسي الرسولي وهذه الكنيسة التي تأسست في العصر المسيحي الأول راجياً الله العلي أن يسكب علينا جميعاً رحماته الواسعة ومحبته الأبوية. ويؤهلنا لأن ننعم بمحبة معلمنا وسيدنا ومخلصنا الرب يسوع المسيح الذي هو مثالنا ومعيننا في كل الأمور وهو الذي أعطانا أن نحمل اسمه بفخرٍ سائلاً إياه أن يبعد عن أبناء هذا العالم وكافة المؤمنين به كل شرٍ ومرضٍ وألمٍ وأن يحفظهم بالسلامة الجسدية والروحية وخاصةً ا الأنطاكيين الذين نرعاهم بنعمة الرب في بلاد البرازيل الواسعة.

وفي تعييدنا للرسولين بطرس وبولس لا يمكننا أن ننسى أخاً لنا عزيزاً جداً من أسرتنا الإكليريكية الأنطاكية وعضواً في المجمع المقدس قد غيبته يد الغدر منذ سبع سنوات دون أي خبر عنه رغم كل الجهود المبذولة.

وبهذه المناسبة أدعوكم لأن نرفع الصلاة الحارة كل حين من أجل كل المتألمين والمسجونين والحزانى والمخطوفين، وبشكلٍ خاص أخوينا المطران بولس والمطران يوحنا، سائلين الله تعالى المعونة والفرج لهما وللجميع وطالبين من سيد النور أن ينيرنا ويرشدنا إلى حالهم فتتعزى قلوبنا.

وأختم بالمعايدة لكل الذين يحملون اسم هذين الرسولين سائلاً الرب بشفاعتهما أن يحفظهم مع كل الذين يحتفلون بهذا العيد الشريف تكريماً للرسولين المجيدين.

كل عام وأبناء الكرسي الأنطاكي بخير.

ساو باولو 29/06/2020

دامسكينوس

متروبوليت ساو باولو

وسائر البرازيل

bottom of page